لو لم تخرج إلا بإخراج روحي لأخرجتها. أكل الحرام ومنعه لإجابة الدعاء
السؤال عن مصدر الاكتساب يوم القيامة
ابتعاد السلف عن الأمور المشتبهة
كانت المرأة الصالحة فيمن كان قبلنا إذا خرج زوجها ومعه حبله ويحمل مسحاته، تأخذ بثوبه وتقول: زوجي عبد الله! اتق الله فينا ولا تؤكلنا إلا حلالاً، فوالله! إنا لنصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام، واليوم اذهب إلى الغرفة التجارية، انظر كثرة المساهمات العقارية المتعثرة، أنا لا أقول هنا عن إنسان فتح مساهمة عقارية ولم يبعها، فهذا أمره إلى الله، وقد دخل الناس معه على الأمن والأمان، لكن أن يذهب ليبيع جزءاً منها ليبقى بعضها ويستثمر الباقي له، ويظن أنه لم ينته بعد وهو في ذمته أو أنه ضامن لها، كل ذلك أكل لأموال الناس بالباطل، والله! ما يدري المسكين أنه ربما كانت أموال أيتام، أو فقراء، أو محتاجين، فيتضرعون إلى الله بالليل، ويقول الله لدعوة هذا المظلوم: ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( واتق دعوة المظلوم)، جاء عند الطبراني ( ولو كان كافراً)، فالمظلوم الكافر لو دعا على مسلم؛ لاستجاب الله دعاءه؛ لأن الله حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرماً.
من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي
ومن حديث أبي هريرة مرفوعا عند ابن ماجه والبيهقي بلفظ سبعون بابا وورد هذا المعنى مع اختلاف العدد عن عبد الله بن سلام وكعب وابن عباس وأنس. وأخرج ابن جرير عن الربيع في الآية قال: يبعثون يوم القيامة وبهم خبل من الشيطان وهي في بعض القراءات: " لا يقومون يوم القيامة ". يعني قراءة ابن مسعود المتقدم ذكرها. وفي الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة قالت: لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا " خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد فقرأهن على الناس ، ثم حرم التجارة في الخمر ". وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عمر بن الخطاب أنه خطب فقال: إن من آخر القرآن نزولا آية الربا ، وإنه قد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبينه لنا فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم. وأخرج البخاري وغيره عن ابن عباس أنه قال: آخر آية أنزلها على رسوله آية الربا. وأخرج البيهقي في الدلائل عن عمر مثله. وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الربا الذي نهى الله عنه قال: كان أهل الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول: لك كذا وكذا وتؤخر عني فيؤخر عنه. وأخرج أيضا عن قتادة نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير نحوه أيضا وزاد في قوله: فمن جاءه موعظة من ربه قال: يعني البيان الذي في القرآن في تحريم الربا فانتهى عنه فله ما سلف يعني فله ما كان أكل من الربا قبل التحريم وأمره إلى الله يعني بعد التحريم وبعد تركه إن شاء عصمه منه وإن شاء لم يفعل ومن عاد يعني في الربا بعد التحريم فاستحله بقولهم: إنما البيع مثل الربا فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يعني لا يموتون.
التفريغ النصي الكامل
التعامل بالربا جريمة عظيمة، فهو أخذ لأموال الناس بالباطل؛ ولذلك كانت عاقبته وخيمة، وقد حرص السلف على طيب أكلهم وشربهم؛ لورعهم وتقواهم، فكل جسم نبت من حرام فالنار أولى به. تفسير قوله تعالى: (الذين يأكلون الربا... )
حرص السلف على طيب المأكل والمشرب
الغفلة عن تحري الحلال في المأكل والمشرب
إذاً نحن بحاجة -أيها الإخوة- إلى وقفة تأمل، ووقفة تأن. كثيرون أيها الإخوة -ولله الحمد- من ختم كتاب الله سبحانه وتعالى، وكثيرون هم الذين يجاهدون أنفسهم علهم يصومون النهار صيام السنة، وكثيرون هم الذين يجاهدون أنفسهم علهم يكونون مع الإمام حتى ينصرف، وما أكثرهم ولله الحمد. ولا شك أن مثل هذه العبادات لها رصيدها في تاريخك وفي حساباتك عند ربك سبحانه وتعالى، بيد أن هذه عبادة العباد، تبقى عبادة الله سبحانه وتعالى كما عرفها العارفون، وفهمها سيد الأنام عليه الصلاة والسلام وفهمها علماء الأمة، قال رجل للإمام أحمد: يا أبا عبد الله! ما علاج قسوة القلب؟ فنظر إليه الإمام أحمد وقال: أطب مطعمك؛ لأن إطابة المطعم فيها نوع من الافتقار للمخلوق، فإذا افتقر وعرف حاجة المخلوق إلى مثل ذلك تعاطف، ولهذا قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأعراف:156] يعني: يتقون من أكل الحرام وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [الأعراف:156]، فالمسألة بحاجة إلى تأن، ولا تغتر بكثرة القسمات التي قسمتها، ولا بكثرة القيام الذي قمته، وجسدك نبت من سحت، ( فكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) يقول وهيب بن الورد رضي الله عنه: والله!
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 275
- الاستعلام عن المرشحين للحج 1439
- أسس وقواعد التصنيف
- اكثر من اللي انا بحلم
- تحميل افلام هندية مترجمة للعربية
التفريغ النصي - تفسير قوله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس...) - للشيخ عبد الله بن ناصر السلمي
وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله: يمحق الله الربا قال: ينقص الربا ويربي الصدقات قال: يزيد فيها ، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة مرفوعا من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا ، فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل. [ ص: 191] وأخرج البزار وابن جرير وابن حبان والطبراني من حديث عائشة نحوه. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عمر مرفوعا نحوه أيضا. وفي حديث عائشة وابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ بعد أن ساق الحديث يمحق الله الربا ويربي الصدقات. وأخرج الطبراني عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله حتى تكون مثل أحد وهذه الأحاديث تبين معنى الآية.
رواه [ البخاري] عن قبيصة ، عنه. وقال أحمد ، عن يحيى ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب أن عمر قال: من آخر ما نزل آية الربا ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يفسرها لنا ، فدعوا الربا والريبة. رواه ابن ماجه وابن مردويه. وروى ابن مردويه من طريق هياج بن بسطام ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فقال: إني لعلي أنهاكم عن أشياء تصلح لكم وآمركم بأشياء لا تصلح لكم ، وإن من آخر القرآن نزولا آية الربا ، وإنه قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبينه لنا ، فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم. وقد قال ابن ماجه: حدثنا عمرو بن علي الصيرفي ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن زبيد ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عبد الله هو ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الربا ثلاثة وسبعون بابا ". ورواه الحاكم في مستدركه ، من حديث عمرو بن علي الفلاس ، بإسناد مثله ، وزاد: " أيسرها أن ينكح الرجل أمه ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم ". وقال: صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه. وقال ابن ماجه: حدثنا عبد الله بن سعيد ، حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن أبي معشر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الربا سبعون حوبا ، أيسرها أن ينكح الرجل أمه ".
تحميل فيلم لا يا عنف 93 من ماى ايجى
وقوله: من ربه متعلق بقوله: جاءه أو بمحذوف وقع صفة ل " موعظة ": أي كائنة من من ربه فانتهى فله ما سلف أي ما تقدم منه من الربا لا يؤاخذ به ، لأنه فعله قبل أن يبلغه تحريم الربا أو قبل أن تنزل آية تحريم الربا. وقوله: وأمره إلى الله قيل: الضمير عائد إلى " ما سلف ": أي أمره إلى الله في العفو عنه وإسقاط التبعة فيه ، وقيل: الضمير يرجع إلى المربي: أي أمر من عامل بالربا إلى الله في تثبيته على الانتهاء أو الرجوع إلى المعصية ومن عاد إلى أكل الربا والمعاملة به فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والإشارة إلى من عاد ، وجمع " أصحاب " باعتبار معنى " من " ، وقيل: إن معنى " من عاد ": هو أن يعود إلى القول: بـ إنما البيع مثل الربا وأنه يكفر بذلك فيستحق الخلود ، وعلى التقدير الأول يكون الخلود مستعارا على معنى المبالغة ، كما تقول العرب ملك خالد: أي طويل البقاء ، والمصير إلى هذا التأويل واجب للأحاديث المتواترة القاضية بخروج الموحدين من النار. قوله: يمحق الله الربا أي: يذهب بركته في الدنيا وإن كان كثيرا فلا يبقى بيد صاحبه ، وقيل: يمحق بركته في الآخرة. قوله: ويربي الصدقات أي يزيد في المال الذي أخرجت صدقته ، وقيل: يبارك في ثواب الصدقة ويضاعفه ويزيد في أجر المتصدق ، ولا مانع من حمل ذلك على الأمرين جميعا.
والمس: الجنون ، والأمس: المجنون ، وكذلك الأولق ، وهو متعلق بقوله: يقومون أي: لا يقومون من المس الذي بهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان أو متعلق بـ " يقوم ". وفي الآية دليل على فساد قول من قال: إن الصرع لا يكون من جهة الجن ، وزعم أنه من فعل الطبائع ، وقال: إن الآية خارجة على ما كانت العرب تزعمه من أن الشيطان يصرع الإنسان ، وليس بصحيح ، وإن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس. وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن يتخبطه الشيطان ، كما أخرجه النسائي وغيره. قوله: ذلك إشارة إلى ما ذكر من حالهم وعقوبتهم بسبب قولهم: إنما البيع مثل الربا أي: أنهم جعلوا البيع والربا شيئا واحدا ، وإنما شبهوا البيع بالربا مبالغة بجعلهم الربا أصلا والبيع فرعا ، أي: إنما البيع بلا [ ص: 190] زيادة عند حلول الأجل كالبيع بزيادة عند حلوله ، فإن العرب كانت لا تعرف ربا إلا ذلك ، فرد الله سبحانه عليهم بقوله: وأحل الله البيع وحرم الربا أي: أن الله أحل البيع وحرم نوعا من أنواعه ، وهو البيع المشتمل على الربا. والبيع مصدر باع يبيع: أي دفع عوضا وأخذ معوضا ، والجملة بيانية لا محل لها من الإعراب. قوله: فمن جاءه موعظة من ربه أي من بلغته موعظة من الله من المواعظ التي تشتمل عليها الأوامر والنواهي ، ومنها ما وقع هنا من النهي عن الربا فانتهى أي فامتثل النهي الذي جاءه والزجر عن المنهي عنه وهو معطوف ، أي قوله: فانتهى على قوله: جاءه.
وقد تقدم في حديث علي وابن مسعود وغيرهما ، عند لعن المحلل في تفسير قوله: ( حتى تنكح زوجا غيره) [ البقرة: 230] قوله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله آكل الربا وموكله ، وشاهديه وكاتبه ". قالوا: وما يشهد عليه ويكتب إلا إذا أظهر في صورة عقد شرعي ويكون داخله فاسدا ، فالاعتبار بمعناه لا بصورته; لأن الأعمال بالنيات ، وفي الصحيح: " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ". وقد صنف الإمام ، العلامة أبو العباس ابن تيمية كتابا في " إبطال التحليل " تضمن النهي عن تعاطي الوسائل المفضية إلى كل باطل ، وقد كفى في ذلك وشفى ، فرحمه الله ورضي عنه.
لو قمت قيام السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك. ويقول إبراهيم بن أدهم رضي الله عن الجميع: عبد الله! أطب مطعمك، ولا يضيرك بعد ذلك أن لا تصوم النهار أو تقوم الليل. واليوم تجد كثيراً منا يدخلون في المعاملات، ولا يسألون أهل العلم، ويظنون أنهم لو سألوا وعلموا حرمة ذلك، قالوا: نترك شيئاً من الحرام بما يسمى تطهيراً، والله! ما أدري من أين جاءت مسألة التطهير هذه؟! فالتطهير عند السلف: هو أن تتطهر من كل المال الذي كسبته، ومن كل معاملة عملت فيها، فتتطهر منها بالترك والاجتناب، أما أن تبقى على هذه المعاملة، فلا تظن أنك قد طهرت شيئاً من مالك ولهذا قال سفيان الثوري رضي الله عنه: من تصدق بمال حرام فكأنه غسل ثوبه بالبول؛ لأنه لا ينفعك ذلك. خوف السلف من قرب الشبهة مخافة الولوج في الحرام
ولقد كان سلف هذه الأمة يخافون من الحلال أو من الشبهة مخافة الولوج في الحرام؛ ولهذا قال عمر رضي الله عنه: إن كنا لنتقي تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن آخر الزمان يكثر فيه الربا، ويكثر فيه الحرام، ولا يبالي المرء أمن الحلال أكل أم من الحرام؟ كما جاء في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سيأتي على الناس زمان لا يبالي المرء أمن الحلال أخذ أم من الحرام)، فالذي تأخذه من الربا أو تأخذه من الحرام وتظن أن أرصدتك قد كثرت وبال عليك يوم القيامة.